لقد لعبت الحضارة الصينية دورا بارزا وكبير في تطوير صناعة العطور والبخور على حد سواء. هذا بالإضافة إلى نشر ثقافة العطور في الشرق الأوسط البخور. وهناك العديد من العوامل والأسباب التي ارتكزت عليها صناعة العطور في الصين لتصبح مزودة بسحر غريب وغامض سنكشف بعض ملامحه في هذا المقال تابع القراءة للتعرف عليها .
تاريخ تطور العطور في الصين
بداية استخدام العطور في الصين كان مقتصرا على طبقات معينة من الشعب مثل رجال الدين والطبقة الحاكمة. لكن هذا الوضع لم يستمر طويلا فقد عشق الصينيون الروائح الطبيعية الخلابة . لتتحول طقوس العطور إبتداء من من عهد أسرة سونغ إلى أكثر شيوعا وانتشار و تصبح أيضا عنصرا أساسيا في حياة الشعب الصيني .
أسباب تطور صناعة العطور في الصين قديما
الثقافة الصينية الممجدة للعـطور والروائح
في الثقافة الصينية ، كان الأشخاص الذين يستخدمون العطور ويتمتعون برائحة زكية وجميلة يحظون بتقدير واهتمام كبير. لذلك أقبل الكثير من الصينين لاستخدام وابتكار عطور مبهجة. مثل الباتشولي الذي يسمى بـ "البنفسج الصيني" و الذي كان له رائحة قوية ومريحة محبذة في الصين.
هذا بالاضافة إلى استخدامات العطور في الثقافة الصينية حيث كان يستخدم كل من البخور والعطور في الممارسات الطقسية الدينية الوثنية والعلاجية الطبية أيضا.
تنوع مصادر العـطور ووفرتها في الصين
عرفت الصين استخدام العطور منذ القدم. حيث كان الصينيون يستخرجون الروائح العطرية من العديد من المصادر الطبيعية والتي كانت متوفر بكثرة مثل الزهور والفواكه والتوابل.
إلا أن أكثر المواد التي تميزت وتفردت بها الصين عن غيرها هو أجود أنواع المسك. والذي كان يستخرج من من حيوان له انتشار كبير في الصين و فأر الغزال، ونظرا لجمال وعذوبة رائحته المستخرج من هذا الحيوان كان يشهد إقبالا كبيرا منذ حقبة أسرة هان ويستخدم كدواء وكعطر في آن.
طريق الحرير
يعد طريق الحرير شبكة من الطرق التجارية القديمة، التي ربطت مناطق العالم القديم تجارياً وساهمت بشكل كبير في تطور وازدهار صناعة وتجارة العطور والبخور ليس في الصين وحدها. بل في الشرق الأوسط كله .
حيث شهدت التجارة المتزايدة على طول طريق الحرير خلال عهد هان روائح فريدة مثل خشب الصندل والكافور والبنزوين واللبان وغيرها من الروائح العطرية التي وصلت إلى مناطق مختلفة في العالم.
كانت هذه أهم المحطات في تاريخ تطور العطور في الصين، ومع أن صناعة العطور في الصين الآن لم تشهد وتحقق أي نجاحات مقارنة بإزدهار صناعة العطور في فرنسا حيث تساهم الصين بنسبة 1٪ فقط في قيمة مبيعات العطور على الرغم من أن الصينيون يشكلون ما نسبته 20٪ من سكان العالم، وهذه الأرقام تخص مجال العطور فقط وليس البخور لأن الصين ما زالت تحافظ على مكانتها في مجال استخراج أفضل أنواع البخور والعود.