يشار إلى الاستراتيجية المتمثلة في إشراك الحواس الخمس في بيع المنتجات بالتسويق الحسي: وهو التسويق الذي يؤثر على تصور المستهلكين للعلامات التجارية من خلال استخدام الخبرات متعددة الحواس لإنشاء روابط عاطفية إيجابية معهم في هذا المقال سوف نتعرف على طرق وفاعلية استخدام الحواس الخمس في التسويق مثل العطور والموسيقى والألوان وغيرها.
دعونا نلقي نظرة فردية على كل حاسة واستخداماتها في التسويق:
- البصر: لقد تم اكتشاف أن 83٪ من إجمالي خبرتنا الحسية يتم تسجيلها من خلال رؤيتنا. على الرغم من أننا نتذكر 5٪ فقط مما نراه بأعيننا.
- الصوت: السمع هو التجربة الحسية الوحيدة التي لا يمكن إيقافها مؤقتًا حتى أثناء نومنا. على الرغم من أننا نميل إلى تذكر 2٪ فقط من الأصوات التي نسمعها على مدار اليوم.
- اللمس: تخلق التجربة اللمسية مع المنتج مشاركة شخصية من جانب المشتري حيث يعزز اللمس تفاعل العملاء مع منتجات العلامة التجارية.و يمكن أن تخلق المنتجات المملوكة فعليًا إحساسًا بالملكية ، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات شراء.
- الرائحة: من بين كل المستقبلات الحسية ، وجد أن الرائحة هي الأكثر ارتباطًا بعلم النفس البشري. كما تكون قدرتنا على التذكر قصوى في حالة الشم بين جميع حواسنا.
- الذوق: يعتبر التذوق أكثر الحواس حميمية ، ويرجع ذلك أساسًا إلى أنه لا يمكن تذوق النكهات من مسافة بعيدة. يعتبر التذوق أيضًا أصعب حاسة في تلبية احتياجاته لأنه يختلف اختلافًا كبيرًا من شخص لآخر.
كيف تزيد المبيعات باستخدام الحواس الخمس في التسويق
وفقًا لإحدى الدراسات ، يمكن أن يؤثر إيقاع الأغاني في السوبر ماركت على سلوك المشتري لدى العميل. حيث أدت الموسيقى البطيئة في إحدى التجارب إلى زيادة الإيرادات بنسبة 38٪ في السوبر ماركت و 41٪ في المطعم.
و ليست الموسيقى فقط هي التي تخاطب جمهورك. يمكن للعناصر المرئية واللمسية وحتى الشمية أن تغير بيئة مبيعاتك وتجعل جهودك التسويقية أكثر فعالية. مثلا في إحدى الدراسات، ساعدت إضافة رائحة القرفة إلى الوسادة على تحسين الفعالية المتصورة لخصائصها العلاجية القائمة على الدفء والراحة مما زادت المبيعات.
براندات عالمية تعتمد على التسويق الحسي
1- ستاربكس
ستاربكس هي شركة رائدة تستخدم التسويق الحسي والذي ساهم في تطورها بشكل كبير. فهي تهدف إلى إرضاء حاسة التذوق والبصر واللمس والشم والصوت. فالاغاني التي تسمعها في محلات ستاربكس موحدة. حيث يتم إرسال الأغاني التي يتم تشغيلها في متاجر ستاربكس مباشرة إلى كل موقع. بواسطة المكتب الرئيسي للشركة. لذلك يبقى كل شيء جزءًا موحدا من هوية العلامة التجارية الكاملة. و حتى الأعمال الفنية وورق الحائط في ستاربكس هي نفسها أينما ذهبت. بهذه الطريقة، لا يحصل عملاء ستاربكس على فنجان قهوة مميز فقط. بل يحصلون على تجربة ستاربكس الكاملة في كل متجر.
2-دانكن دوناتس
يمكن القول أن دانكن دوناتس تفوقت على ستاربكس في استخدام الحواس الخمس في التسويق حيث استخدمت هذه العلامة التجارية أحد أفضل الأمثلة التسويقية الحسية التي يجب مناقشتها للحصول على نظرة ثاقبة حول كيفية تأثير إشراك الحواس على قرارات الشراء.
قررت الشركة تحقيق مزيد من المبيعات باستخدام حاسة الشم حيث تم تزويد حافلات الركاب في جميع أنحاء المدينة بآلات تنبعث منها رائحة القهوة الطازجة مزامنة مع تشغيل أغنية Dunkin 'Donuts على الراديو. وكانت النتائج مذهلة حيث أدى ذلك إلى زيادة مبيعات العلامات التجارية بنسبة 29٪.
ولم تكتفي دانكن دوناتس بهذا الحد. بل قامت بانشاء فروع لها عند نقاط توقف الحافلات. لينزل الركاب بعد شمهم لرائحة القهوة ويرون المتاجر أمامهم فتزداد رغبتهم في شرب القهوة وتناول الدونات.
3- شركة آبل
تستخدم شركة أبل العديد من الحواس في متاجرها وتحديدا حاسة البصر. حيث تقوم بتصميم متاجرها بطريقة راقية وعالية الجودة. كما تستخدم اللون الأبيض الذي يدل على النقاء والبساطة. وهذا يمنح الزائرين الشعور بالراحة والثقة في التعامل . كما لا تؤيد شركة أبل التسوق عن بعد. بل ترغب بأن يقوم العميل بزيارة المتجر وحمل المنتجات بيده ولمسها كي يشعر بملكية هذا المنتج ويرغب في شراءه.
في الختام إن الهدف الكامل للتسويق الحسي هو التأثير على القرارات العاطفية للمستهلكين وذلك بدقة شديدة حيث يهدف التسويق باستخدام الحواس الخمس إلى التنصت على الجزء الباطن من الدماغ و بهذه الطريقة ، يكون للعلامات التجارية انطباع دائم ولا يُنسى على الناس فكلما زاد عدد الحواس التي يتم إشراكها ، سيكون هناك المزيد من الانجذاب الذي يشعر به العميل.